تبلورت الفكرة بعد حوار دار بين صديقين احدهما المتخصص بالبرمجة والتصميم والمونتاج (علاء المسلماني )، والآخر حافظ التراث وجامعه (عصمت النمر).
الذي طرح عليه جملة من الأسئلة حول ما يمكن فعله بهذه الكنوز الموسيقية التي جمعها خلال 40 عاماً، ولماذا لا يسمعها كل الأصدقاء، بل لماذا لا تخرج إلى الناس؟ فقدم المبرمج إجابة عملية، وبدأ خطوات البث التجريبي للإذاعة عبر مجموعة أصدقاء في صفحات الفيسبوك وكانت النتائج مشجعة.
فتح الشيخ إمام أبواباً من السمع التراثي، فقد كان الراحل مولعاً بحفظ هذا التراث وكان يغنيه في الجلسات الضيقة، ومن خلاله تعلم الصديق الجامع تذوق أعمال كبار مشايخ الطرب المصري. وعبر هذا الطقس قرر الاحتفاظ بجهاز «غراموفون» كان من بين قطع الأثاث المهملة في بيت العائلة. ولم يكتف بحماية «الغراموفون» من الضياع، بل أعاد إليه الحياة وساعده على مقاومة عصر التلفزيون، كما بدأ اقتناء الأسطوانات والتواصل مع بائعيها، وجمع ما هو نادر منها.لقد اكتشفنا أن لدى مصر تراثاً غنائياً مهملاً ويعرض بطريقة متحفية «بسبب تردي عملية البرمجة في الإذاعة المصرية وبالتحديد في الموجات المخصصة للغناء القديم». وكلما دلفنا باباً نجد أبواباً أخرى، كمن يبحث عن كنز في حكايات ألف ليلة وليلة. ومن عالم غناء المشايخ نهاية القرن الـ 19، دخل الصديق الجامع دنيا غناء «العوالم» في عشرينيات القرن الماضي. وهذا الغناء كان نواة لنوع من الغناء الشعبي أفرز مطربات هُمّشن لأسباب اجتماعية.
اكتشاف الإنترنت جعلنا نشكك في فكرة انه الملك الوحيد في مملكة هذه الكنوز. يقول: «لم أكن أتصور أن هناك آخرين يعانون المرض نفسه، حتى جاء العالم الافتراضي الذي مكنني من دخول منتديات تهتم بالتراث القديم، مثل «زرياب»، وبدأنا عبره رحلة تبادل الملفات، لنكتشف أن ما لدينا قطرة في بحر.