إذاعة القرآن الكريم في مدينة نابلس
تأسست إذاعة القرآن الكريم في مدينة نابلس شمال فلسطين عام 1419هـ الموافق للعام الميلادي 1998، وهي مؤسسة إعلامية حيادية مستقلة تعنى بالقرآن الكريم وعلومه، وشركة مسجلة تحمل الاسم الرسمي: (الصفا لإذاعة القرآن الكريم وعلومه العادية العامة).
* الفكرة والانطلاق:
في وقت انتشرت فيه العديد من وسائل الإعلام المختلفة؛ بزغت فكرة إنشاء إذاعةٍ تصدع بصوت القرآن الكريم لتقدم بديلاً طيباً من معينٍ عذبٍ زلالٍ طهور، تنير حلكة ليل تعطشت فيها النفوس المؤمنة إلى النور.
وتجسدت الفكرة بذرة طيبة نمت في قلوب القائمين عليها، لتشمخ شجرة طيبة باسقة، تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها في قلوب المستمعين .... فتحولت الفكرة التي جالت في خاطر فضيلة الشيخ محمد سعيد ملحس - رحمه الله - إلى واقع تمثل في البدء بتأسيس هذه الإذاعة، ومعه أبناؤه ليكونوا له عوناً في هذا الشرف العظيم.
ففي الثاني عشر من ربيع الآخر .. عام 1419 الموافق للعام الميلادي 1998 .. انطلق صوت إذاعة القرآن الكريم من قلب مدينة المآذن .. مدينة الخير والبركة والمحبة .. مدينة نابلس عش العلماء.. في الوقت الذي كان الناس بأمس الحاجة إلى روحانيات تشتاق إليها النفس كلما ضاقت الدنيا بها .
* نشأة الإذاعة وتطورها:
نشأت الإذاعة بإمكانيات بسيطة تقنياً وفنياً، وبتغطية جغرافية ضيقة بثاً وإرسالاً، ثم ما لبثت والحمد لله أن تطورت فنياً بحواسيبها ومعداتها، واتسعت جغرافياً بمساحة بثها، ونمت بأجهزتها وأبراج تقويتها التي وُضِعَت في مناطق مختلفة من مدن الضفة الغربية، حيث أصبح أثير إذاعة القرآن الكريم يغطي فعلياً 90 % من أراضي فلسطين، إضافة إلى مناطق عديدة من الأردن، وأجزاء من مصر، وبذلك يكون بث الإذاعة من أوسع المحطات المحلية من حيث التغطية الجغرافية.
كما عملت الإذاعة ضمن خطتها التطويرية على إيصال بثها للعالم عبر شبكة الإنترنت من خال موقعنا وصفحتنا على الفيس بوك، WWW.QURAN-RADIO.COMوتطبيقات خاصة على كل من (الآندرويد و الآي فون) إضافة إلى اليوتيوب، ليتسنى وصول صوت الإذاعة إلى أكبر عدد ممكن من المستمعين، وقد واكب هذا التطور والتوسع زيادة في عدد الموظفين ومن ثم الانتقال من مقرها القديم المتواضع إلى مقر جديد واسع يليق بالقرآن وأهله بإذن الله .
واستمرت مسيرة التطور والتطوير في شتى المجالات بشكل حثيث مكثف، وبخط بياني تصاعدي ولله الحمد والمنّة، وما زالت الإذاعة تعمل على تطوير كادرها الإداري والفني والمهني للارتقاء بهذا الصرح الإعلامي، والوصول به إلى ما يحقق الأهداف ويرضي ربنا تبارك وتعالى .
* الهدف والرسالة:
العمل لهدفٍ واحد لا تحيد الإذاعة عنه مهما طال الأمد ومهما تغيّرت الظروف .. هدفها القائمِ على الدعوة " إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" وربط الناس بكتاب الله عز وجل، من خلال سماع قرآنه، وفهم آياته، وتعلُّم أحكامه. والدعوة إلى العمل بمقتضاه في مناحي الحياة. " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ" وذلك للوصول إلى الهدف الأسمى للقائمين على الإذاعة بأن يرضى الله عنهم، (رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (ُ البينة - الآية 8
* منهجها:
إذاعة القرآن الكريم حيادية مستقلة، ومتخصصة بالقرآن الكريم وعلومه ومعارفه، رائدها الإيمان العميق بترسيخ العقيدة الإسلامية، شراعها العلم الصحيح المنبثق من الكتاب والسنة، نبراسها توحيد المسلمين على هذا الدين العظيم الموحدِ للمسلمين، ودعوتهم إلى الاعتصام بكتاب الله، وتجنب الخلافات المذهبية والحزبية. "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"ْ .
*مصادر دخلها:
ولقد يسّر الله تعالى لتغطية نفقاتها عدة مشاريع تغطي كلفتها التشغيلية والتطويرية، ومن هذه المشاريع:
· الدعايات التجارية ورعاية البرامج .
· مشروع "رسائل الإيمان": وهي خدمة من خدمات الرسائل القصيرة smsتقدمها الإذاعة لمشتركي شركتي جوال و اوريدو في فلسطين، ما بين حكمة بليغة .. وموعظة مؤثرة .. ودعاء من الكتاب والسنة والسلف الصالح، وتذكير بالأحداث التاريخية الإسلامية، وبالمناسبات الدينية كالعيدين ورمضان وما يتعلق بها من توجيهات وأحكام، وتذكير بمواعيد برامج الإذاعة. وقد بلغت ما يقارب الستة آلاف رسالة. ثم بفضل الله تم تسجيل هذه الرسائل بالصوت، ويتم بثها حاليا عبر أثير الإذاعة، لتعم الفائدة على المشتركين والمستمعين، ولتصبح رسائل مقروءة ومسموعة بإذن الله رب العالمن .
· مبيعاتها من إصدارات صوتية ومطبوعة ، والروزنامة الهجرية السنوية، وإصدارات صوتية عديدة.
· فضلا عن أن هذه الإذاعة كان قد نذرها صاحبها لله جل في علاه، وهي بعد وفاته لا تزال كذلك، فهي لا يُتَقاضى منها أية أرباح؛ فكل دخلها يُرصد للتطوير الدائم والطموح اللا متناهي.
* رؤيتها :
فإننا نَسعد بما أنجزناهُ لوجهه الكريم سبحانه وخدمةِ كتابه العظيم جل في علاه، وإيصال أثير القرآن إلى كل مكان في فلسطين الحبيبة وما حولها، حتى أصبحْتَ تسمع القرآن يصدح على مدار الساعة في كل بيت ومحل وشارع وسيارة فأضحى مئات الألوف من الناس لا يستغنون عنها.
وما زال الطموح إلى المزيد من الارتقاء يشغل بال كل فرد من أفراد أسرة الإذاعة ومحبيها، ويعمل كل واحد منهم على أن يُؤتى الارتقاء من قِبَله ليرتقي بالثواب عند الله تبارك وتعالى .