(المدى برس) وكالة إخبارية مستقلة ومحترفة تابعة لمؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، وتعمل بطريقة وكالات الأنباء العالمية من حيث صناعة الخبر والتحليل ونقل الأحداث عبر إيراد الرأي والرأي الآخر...
تغطي (المدى برس) بشكل مستفيض مناطق العراق وإقليم كردستان العراق، كما تنقل الأحداث المهمة التي تسجل في البلدان العربية والعالم وكل ما يحدث فيها وله علاقة بالعراق على مختلف الأصعدة.
تأسست جريدة المدى بعد سقوط النظام في بغداد في الشهر السابع من سنة 2003، وصدرت الجريدة لاول مرة في الخامس من آب لسنة 2003
في البدايات الأولى، كانت مجرد هاجس ثقافي غير واضح المعالم، سوى ما كان يضمره من رغبة في مساهمة مستنيرة في الحياة الثقافية، منطلقة من حركة النشر اولاً.
عام 1960 بدأت أول خطوة في المشروع بصيغة دار نشر، سرعان ما اختفى دون ان يترك اثراً ملموساً، في حمّى الصراعات التي أعقبت التغيير ال...بنيوي الحاد عام 1958، واطاحت بمنجزاته، وعطلت القوى الحية في المجتمع، واجهضت عملية التغيير والتقدم في العراق.
*وخلال أكثر من عقدين، عبر المشروع الهاجس عن نفسه، باصدارات تحمل اسماء مختلفة، وتتسلل إلى المكتبات والمنافذ الثقافية دون ان تعلن عن نفسها أو تحدد بوضوح معالمها ومنطلقاتها واهدافها، سوى ما كانت تضمره منذ البدايات الاولى لإنطلاقتها.
*في عام 1983 وفي لحظة تفاؤل متعجل، عرّف المشروع عن نفسه بتأسيس مركز ابحاث ودراسات وإصدار مجلة (النهج) الفكرية، ونشر عشرات الكتب الفكرية والسياسية، وتنظيم مؤتمرات وطاولات سجالية في قضايا العصر وما تراوده من تطلعات وتجاذبات وازمات وبوادر تراجع..
وخلال السنوات التي شهدت ترسخ فكرة المشروع في مركز الابحاث والدراسات ومجلة النهج، اخذت المفاهيم التي تشكل جوهر منطلقاتها، تخضع لنقاش في العمق، وتبدو كما لو انها تتعرض للتفكك وإعادة بناء. واصبح العالم كله يهتز، وتتهاوى مسلماته، لينفرد به قطب واحد، مدعياً "نهاية التاريخ" وبداية نظام تتحلل فيه المراكز والانظمة الشمولية وتتداعى، لتحل مكانها قوى وأنظمة متفتحة على القيم الانسانية الحرة في ظل سلم اجتماعي ورخاء واستقرار يسود العالم كله!
*وطوال عقد واحد انساق العالم إلى فوضى مستبدة، انكشفت خلاله خرافة "نهاية التاريخ"، التي عبرت عن نفسها بانحدار نحو ازمات وانكسارات تاريخية، كانت ضحاياها القوى المعنية بتحقيق التقدم، وتضييق مساحات التمييز والاستغلال والتفاوت والفقر والتخلف.
ان فشل المشاريع المنهجية للتغيير في العالم، وبشكل خاص في مجتمعاتنا الموسومة بالنامية، اقترن بتراجع الشعارات والخطاب السياسي والبرامج الايديولوجية، وانحسرت مساحة تأثيراتها في الاوساط الاجتماعية. وخيمت على هذه الاوساط التي اثقلت بالهموم والمصاعب، اجواء اللا حياة والشكوك واليأس.
في هذه المرحلة تبلورت ملامح المشروع التنويري التي بدأت مجرد فكرة في بداية ستينيات القرن العشرين، وحددت لها اسماً ومنهجاً واساليب نشاط، لتعكس وعيها في المتغيرات التي عصفت بالعالم وهو يتكون من جديد، وما تتطلبه وسائل ثقافية مناسبة.
وابتدأت (المدى) كأفق مفتوح على التغيير، وكأسم لمشروع يتطلع وهو يحمل طموحاً يتسع للحركة والحياة الثقافية بكل تجلياتها، هاجسه اعادة الاعتبار للثقافة كحامل للتجديد والأمل، وللمثقف كمنتج للقيم الابداعية الجمالية، وطاقة تجديد وللمتلقي، كقوة الاستنارة، ولفعل التغيير.
بدأت (المدى) كمجلة فصلية عربية تضم في اسرة تحريرها ابرز مثقفي العالم العربي.
ثم دار نشر عربية، تنوعت اصداراتها لتشمل الادب والفنون والسياسة والفكر والتاريخ والسيرة واطلقت سلاسل "نوبل".
وتوسعت ميادين (المدى) في سنواتها الاولى، وهي تنطلق من دمشق، مع افتتاح اول مركز لها، لتنظم العروض التشكيلية ومعارض الكتب، واللقاءات الثقافية والفكرية والطاولات المستديرة، مما يعكس توجهاتها واهتماماتها في هذه الميادين الابداعية، وتشرك فيها ابرز وجوه الثقافة والفكر من البلدان العربية.
ومنذ البداية، اعلنت عن نفسها، مجازاً، بوصفها "كميناً ثقافياً" يسعى لاستدراج الاجيال الشابة إلى الحياة الثقافية وكسر الحواجز امامها لبلوغ ذلك.
ولتحقيق ذلك ابتكرت (المدى) وهي في دمشق (اسبوع المدى الثقافي)، التي حددت لها هدفاً مباشراً يتمثل في جذب اوسع الاوساط، من بين الشبيبة خصوصاً إلى فعاليات الاسبوع والتفاعل مع برامجه.
ولتبديد الشكوك حول العزوف عن القراءة وتراجع الثقافة ودورها اعتمدت اسابيع المدى الثقافية على تنويع برامجها وتوسيع دائرة اهتماماتها بحيث تشمل سائر الفنون المغرية للجيل الفتي. فالى جانب الندوات الفكرية والادبية والفنية التي شارك فيها نجوم وشخصيات بارزة من سائر البلدان العربية ومن خارجها اقيمت في اسبوع المدى معارض للتشكيل والنحت ومعارض اللكتاب تباع فيها الكتب بسعر التوزيع، وعروض سينمائية ومقهى ثقافي يشكل مساحة مضيئة للقاء والسمر بين الجمهور والضيوف.
والى جانب هذه الفعاليات شارك في اسابيع المدى ابرز نجوم السينما والغناء والموسيقى.
وكانت الفعاليات اليومية للاسبوع التي تبدأ في المقهى الثقافي منذ الصباح تنتهي مع حوارات مباشرة بين الضيوف الفنانين وكبار المثقفين مع الجمهور وتختتم بالليالي الموسيقية والغنائية.
جذب هذا الكمين الثقافي الالاف من الشبيبة ومن الاوساط الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية وشكل ظاهرة ثقافية ملفتة في اجواء التراجع والانكسار.
مع انزياح الاستبداد انطلقت المدى في بغداد لتتحول الى مؤسسة للاعلام والثقافة والفنون في صدرت جريدة المدى اليومية.
لتكريس دورها شرعت المؤسسة في اطلاق مطبعتها ودار توزيعها واسست لها شركة للاعلانات والخدمات الثقافية والطباعية.
وتنطلق في كردستان مشاريع تكميلية للمدى، بيت المدى للثقافة والفنون في اربيل وبيوت الثقافة في مرافئ التجمعات الريفية وعلى مشارف المدن وهي في حال استعداد لبناء صرحها الثقافي في قلب اربيل يضم كل انواع النشاط الثقافي.
ومنذ انطلاقتها في العراق نظمت المدى اسبوعها الثقافي في اربيل تجاوزا للظروف الامنية، وتعبيرا عن التفاعل بين القوميتين الرئيسيتين العربية والكردية ومكونات الطيف العراقي المتآخي.